كل شيء جزائري



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

كل شيء جزائري

كل شيء جزائري

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأن الجديد على منتديات كل شيء جزائري منتدى طلبة البكلوريا مواضيع .. دروس .. نماذج بكلوريا لكل الشعب و العديد و العديد
الأن و بحمد الله منتدى جديد أخر سيكون قيم بوجودكم إن شاء الله - منتدى الإعجاز العلمي في القرآن الكريم - ضمن قاءمة منتدى رياض الإسلام لا تبخلوا على انفسكم بالأجر و لا تبخلو علينا بالمنفعة *** لا الاه الا الله محمد رسول الله ***
منتدى جديد حقا رائع منتدى مدرسة الحياة حتى تكون تجاربكم لنا عبرة

2 مشترك

    بحث المنهج التأثري

    anissa
    anissa
    مشرف
    مشرف


    الدلو عدد المساهمات : 207
    نقاط : 5493
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/11/2010
    العمر : 39

    بحث المنهج التأثري Empty بحث المنهج التأثري

    مُساهمة من طرف anissa الخميس ديسمبر 02, 2010 1:59 pm


    مـقـدمــة
    أن فنالنقد قد نشأملازما لنشأة الفنون الأدبية الأخرى منذ أن اخذ الناس يتذوقون تلك الفنون ويتأثرون بها أنواعا من التأثر ولم تستقر لهذا الفن مناهج ولا أصولولا مبادئ ولم تتحدد له وظائف إلا بعد مروروقت طويل على ظهور فنون الآداب الأخرى أي انه ظهر أول الأمر في صورة تأثرات تلقائية عفويةلفنون الأدب الأخرى.ومن بين هذه المناهج التي تحددت المنهج التأثري.و من هنا طرحناالإشكال التالي:ما هو المنهج التاثري ؟
    وللإجابة على هذه الإشكالية اعتمدناالخطة الآتية:
    - المبحث الأول: المنهج التأثري.
    - المطلب الأول: تعريف النقد التأثري.
    - المطلب الثاني: نشأته.
    - المطلب الثالث: أهم رواد هذا المنهج.
    - المطلب الرابع: مناهج النقد التأثري فيالأدب العربي.
    - المطلب الخامس: أسسه .
    - المطلب السادس: خصائصه.
    - المبحثالثاني: نموذج تطبيقي ونقد المنهج.
    - المطلب الأول: نموذج تطبيقي لطه حسين.
    - المطلب الثاني: النقد الموجه للمنهج التأثري.
    1- سمات هذا النقد.
    2- سلبياته.
    معتمدين على الله أولا و على عدة كتب أهمها:
    - نظرية الأدب في النقد التاثري العربي المعاصر نظرية التعبير ج1, د. شايف عكاشة
    - النقد الأدبي الحديث في المغرب العربي من أوائل العشرينيات من هذا القرن إلى أوائل السبعينياتمنه د. محمد مصايف, ط2 .


    المبحث الأول: المنهج التأثري.

    - المطلب الأول: تعريف النقد التأثري.
    - المطلب الثاني: نشأته.
    - المطلب الثالث: أهم رواد هذا المنهج.
    - المطلب الرابع: مناهج النقد التأثري في الأدب العربي.
    - المطلب الخامس: الأسس .
    - المطلب السادس: خصائصه.





    المبحث الأول: المنهج التاثري
    المطلب الأول: تعريف النقد التأثري
    - النقد التأثري: هو الذي يعتمد على الذوق الخاص القائم على التجربة الشخصية فيبتعد عن المنهج الموضوعي العلمي فهو نقدذو طابع غير مقنع لأنه لا يهتم بالنصوص بل كل اهتمامه بأثرها على نفسه فمقياسهالشعور و الذوق.(1)
    - النقد التأثري: هو كل نقد أخرجه صاحبه تحت تأثير الانطباعات الأولية السريعة ,أو الأهواءالشخصية المتحيزة,أو المزاج الفردي الخاص,لم يخرجه نتيجة تأمل ودراسةمدققة تعتمد على معايير وضوابط متفق عليها.
    ويكون غالباهذا النوع من النقد أحكاما عامة غير معللةحيث يصفالناقد النص بصفة ما ولا يفصلها ,ولا يبينالأسباب التي جعلته يطلقها ,كأن يقول:هذه أعظم قصةأو مقاله أو هذا أشعر بيت آو أبدعه...ويذكر أسباب سطحية غير مقنعة لا تكفي أن يحكم عليهابهذا الحكم ,وغالبا ما يكون حكم الناقد علىحسنة معينه فيعممها على كل النص أو خطاء معين فيعممه.
    ويتصف هذهالنقد بالسذاجة والمبالغة ,لان الناقد بناه نتيجةانفعالاته المباشرة ولم ينظر في أجزاء النص كلها ولم يهتمبالقواعد التيأتفق عليها العلماء.
    ويكثر هذاالنوع من النقد في المراحل المبكرة منتاريخ النقد,أي قبل أن يتحول إلى علم واسع ,ويكثر الآنعند فئات من النقاد منهم: المبتدئون الذين لميتمرسوا فيالأدب, والمتعصبون الذين يتحمسون لأديب ما فيظهرون حسناته وحدها ,ويحكمون عليه من خلالها ويغفلون عن عثراته, والمزاجين الذين تكون لهمميول فردية خاصة فيعجبون في الأعمال التيتوافق أهوائهم ويعيبون الأعمال التي تخالفها .
    وطبيعي أن مثلهذا النقد لا يفيد المجتمعات الإنسانية ,فلا يرتقي بأذواق الجمهور, ولا يساعد الأديب علىتحسين إنتاجه ,لان مقاييس الجمال والقبح فيهذاتية وغير مستقرة.(2)


    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1): منهجالنقد الأدبي عند العرب د. حميد ادم ثويني ط1 2004م- 1424هـ دار الصفا للنشر والتوزيع – عمان ص19.
    (2): Internet : www.diwanalarab.com/spip.php النقد التأثري خصائصه ومميزاته المنهجية. بقلم دأحمد طالب.

    المطلب الثاني: نشأته
    لقد ظهر مصطلح «النقد التأثري» فيفرنسا، في القرن التاسع عشر الميلادي، وإن كانت هذهالظاهرة النقدية موغلة في القدم، فإن المصطلح ظهر متأخرا،وكان ظهورهطبيعيا، في هذه الحقبة الزمنية، التي شهدت تطورا ملموسا، في مختلف المجالات الأدبية والنقدية والفنية عامة.
    كما مهدتأفكار الناقد «أرنست رينان « الذي صرح بأن الإبداع الفنيما هو إلا ذلك الذي يمثل الجمال الخالد اللانهائيللطبيعةالإنسانية، وأن كل شيء، يثير الإعجاب والنقد. مما جعل «لومتر» يستفيد من هذه الأفكار القيمة لاستكمال منهجه النقدي. ومما زاد من تطور المنهج النقدي التأثري، طابعالصراع،والمعارك الفكرية، التي أثارها «برونتيير» الذي آمن بنظرية «داروين» ، بالنسبة لتطور الأنواع الأدبية، في الوقت الذي كان «جول لومتر»و«أنتول فرونس» وأتباعهم يؤمنون بالذوقالأدبي، والإحساس به، بدل تقنينه والحكم عليه.(1)
    المطلبالثالث: أهم رواد هذا المنهج
    من الغربيين: أرنست رينان, جول لومتر,أنتول فرونس.
    من العرب: طه حسين في كتابه"أحاديث الأربعاء" في الجزء الثالث، وعباس محمودالعقاد في كتابه "الديوان في الأدب والنقد" ومقالاته النقدية، والمازني في كتابه" حصاد الهشيم"،و ميخائيلنعيمة في كتابه "الغربال". بينما المنهج الجمالي الذي يبحث عن مقومات الجمال في النص الأدبي من خلال تشغيل عدة مفاهيمإستيتيقية كالمتعة والروعة والتناسب والتوازيوالتوازن والازدواج والتماثل والائتلاف والاختلافوالبديعفيمثله الدكتور ميشال عاصي في كتابه" مفاهيم الجمالية والنقد في أدب الجاحظ " والذي صدر سنة 1974م عن دار العلم للملايين ببيروت اللبنانية.(2)



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1): Internet : www.diwanalarab.com/spip.phpالنقد التأثري خصائصه ومميزاته المنهجية. بقلم د أحمدطالب.ص1
    (2): Internet منتديات بوابة العرب - الأدب أو الفن.


    المطلب الرابع: مناهج النقد التأثري في الأدب العربي
    تميزتحركة النقد التأثري بصورة خاصة و عملية الإبداع الفني بصورة عامة بنهضة واسعةقادها النقاد و الأدباء, إذ ثاروا على التقاليد الفنية الموروثة. وقد تجلى ذلك -كما هو معروف – في المعارك الأدبية التي دارت بين أنصار القديم و دعاة الجديد, أوبين المحافظين و المجددين.
    و قد انقسمالمجددون – و اغلبهم من التاثريين- فيما بينهم إلى عدة فرق,يمكن أن نحصرها في طوائفثلاث, طالبت بإعادة النظر في مفهوم الإبداع الأدبي:
    - طالبت الطائفة الأولى بالتجديد عن طريق ربط الإبداع الأدبي بالشعور الداخلي أو الواقع النفسي للأديب.
    - و طالبت الطائفة الثانية بالتجديد عن طريق ربط الإبداع الأدبي بالواقع الخارجي أوالاجتماعي للأديب.
    - أما الطائفةالثالثة فقد طالبت بان ينطلق التجديد من محاولة ربط الإبداع الأدبي بصاحبه و بظروفهالاجتماعية دون أن يؤدي هذا الارتباط إلى إهمال فنية الإبداع الأدبي و جماليته
    و نخلص من هذاالتصنيف إلى حصر ثلاثة مناهج في باب النقد التأثري في الوطن العربي:
    1- المنهج التأثري الذاتي: وهو المنهج الذي تبنته الطائفة الأولى, و الذييتميز بالتعصب الشديد للذاتية ( ذاتية الأديب) وذلك انطلاقا من مبادئ المدرسةالرومانسية التي امن بها أنصار هذا المنهج, و التي تنص على أن كل وجود مادي محصورفي الزمان و المكان هو سجن لروح الإنسان و خياله, وعلى ذلك فلا بد أن يثور الإنسان-و منه الأديب – على هذا الوجود المادي, وتكون ثورته بالعودة إلى داخله,يتمعن منخلالها في الكون بأسره.
    كما يتميز هذاالمنهج بالرجوع الدائم إلى ذاتية الأديب في محاكمة الإبداع الأدبي, و يكون الحكم عليه بالجودة أو الرداءة انطلاقا من قوة أو ضعف صلته بالأديب.(1)





    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) : نظرية الأدب في النقد التاثري العربي المعاصرنظرية التعبير ج1 طبعة 1994 د. شايف عكاشة ص 41- 42.


    2- المنهج التأثري الواقعي: تبنت هذا المنهج الطائفة الثانية, ولعلأهم ما اتسم به هو خروجه عن الذاتية المغلقة و اندفاعه في أحضان"الغيرية" الاجتماعية, وقد يرجع سر ذلك إلى اعتناق أنصاره للفلسفاتالاجتماعية التي أخذت تغزو الفكر العربي في تلك الفترة, كما يكمن سر ذلك أيضا في اليقظةالشعبية التي انتابت شعوب الوطن العربي في فترة ما بين الحربين العالميتين, ومحاولة تصديها للاستعمار الذي كان يمثل حاجزا منيعا أمام كل محاولة"تحضرية".
    3- المنهج التأثري الجمالي: أما المنهج الذي تبنته الطائفة الثالثةفقد امسك بعصا التأثرية من الوسط وجمع بذلك خصائص الذاتية والاجتماعية فيتعامله مع الإبداع الأدبي , ولعل سبب هذا يرجع- من جهة- إلى الرؤيةالموضوعية التي تميز بها أنصار هذا المنهج, كما يرجع – من جهة أخرى- إلى النزعةالتوجيهية أو الطابع التعليمي الذي اتسمت به دراساتهم التنظيرية و التطبيقية علىالسواء.(1)
    المطلب الخامس: أسسه
    1- الصدق:
    إن النقاد التأثيرين يهتمون أكثر مايهتمون بما يسمونه الصدق الذي يعتبرونه مبدأ من المبادئ الأساسية التي يقوم عليهااتجاههم و قد جعلوه قضية من القضايا الكبرى التي ناقشوا فيها النقادالتقليديين.فالأدب في نظر هؤلاء النقاد ليس خبرة يكتسبها الأديب بفضل الممارسةبقدر ما هو تعبير عن مشاعر إنسانية ,وتصوير لوجهة نظر خاصة نحو الحياة و الوجودوالناس.
    2- تشجيع المواهب الناشئة:
    الهدف الثاني الذي ألح عليه محمدالحلوي فهو تشجيع المواهب الناشئة ,أو تأكيد الدعوة التجديدية عن طريق تشجيعالأدباء الناشئين المؤمنين بقضية التطور,والأكثر صدقا في التعبير عن عواطفهم ومشاعرهم. (2)



    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1): نفسه ص 42.
    (2):النقد الادبي الحديث في المغرب العربي د.محمد مصايف, ط2 , ص 206-207 .



    3- الذوق و الإحساس و العاطفة:
    الذوق من الوسائل الأساسية التي يعتمدعليها الناقد التأثري في ممارسة النقد, فهو يستعمل ذوقه الفني في تمييز العملالجيد من العمل الرديء, وتحديد مدى الصدق أو الزيف في هذا العمل الأدبي, حتى أنالصادق مازيغ يرى أنه لا يمكن للناقد أن يقوم برسالته إذا لم يتوفر له ذوق سليم,فيقول:«إن آثار الأدب من منثور ومنظوم هي عبارة عن غذاء للنفوس يختلف جودة, ويتفاوت قيمة, ولا غنى عن ذوق سليم موفق في انتقاء الجيد و طرح الرديء الغث و السمجالبارد » و الذوق والإحساس ينشطان عادة دفعة واحدة, وليس من ذوق سليم إذا لم يسندهإحساس فني مرهف.(1)
    4- العقل:
    يستخدم الناقد عقله كذلك في دراسةالعمل الأدبي, و يعتمد عليه في المرحلة التالية لمرحلة الإدراك و التذوق. و لعل ماسبق في كلام الحليوي من ضرورة التقويم و التدليل على مواطن القوة أو الضعف,والتنبيه إلى الصدق أو الزيف في العمل الأدبي, إنما يشير إلى ضرورة اعتماد الناقدعلى العقل في إحدى مراحل نشاطه, وهي مرحلة التقويم والتعليل ولولا تدخل العقل فيهذه المرحلة لكان عمل الناقد عملا إنشائيا لاحظ له من الموضوعية و لاكتفى الناقدبالإشادة أو التحامل دون الاستناد إلى نص يمكن أن يخضع للمناقشة.(2)
    المطلب السادس: خصائصه
    - ينبغي على الأدب ألا يوصل بأي قاعدة أو قانون.
    - إصدارالأحكام النقدية و تحليل النماذج الأدبية يكون نتيجة التأمل فقط.
    - يجب أن توحيالأحكام النقدية بذوق أصيل و بصيرة نافذة لمطلقها و أن تلامس ما شعر به و أحسهالقارئ للنص.
    - المقياس الحقيقيللنقد هو قيمة تأثير الأثر الأدبي في النفس لا باعتبار قواعد الفلسفة الجمالية والموضوعات الاجتماعية أو الخلقية مقياسا للنقد, لكونها متغيرة من عصر إلى عصر. (3)
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1): نفسه ص208.
    (2): نفسه ص209.
    (3): في النقد الأدبي, د. شوقي ضيف ص49.


    - يهدف هذاالاتجاه على تجسيد و شرح الانطباعات التي نتلقاها من الإنتاج الأدبي و التي تتركفينا شعورا غامضا من الأحاسيس العميقة.
    - كما أن الإبداعالأدبي لا يلتزم بقواعد ثابتة جافة إذ هو عالم طليق نتيجة عبقريات فردية كذا هوالنقد فهو يعد وجه من وجوه الإبداع الأدبي , فلا ينبغي أن يتقيد بأي نوع من القيودالعلمية, وقد نبه على ذلك "فرنس" بقوله :«ليس من شك في أن الشعر والشاعر لن يصيرا في يوم من الأيام موضوعا يعالجه البحث العلمي ».
    - يرى الاتجاهالتاثري أن نقيضه الاتجاه الموضوعي ليس ايدولوجية تقتل تلك اللذة و المتعة الفكريةالتي تتولد داخل نفوسنا من خلال تذوقنا النصوص الأدبية المختلفة. (1)





















    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1):تاريخ النقد الأدبي, مجلة الوفاق.





    المبحث الثاني: نموذج تطبيقي ونقد المنهج

    - المطلب الأول: نموذج تطبيقي لطه حسين
    - المطلب الثاني: النقد الموجه للمنهج التأثري











    المبحث الثاني: نموذج تطبيقي و نقد المنهج
    المطلب الأول:نموذج تطبيقي لطه حسين
    يقول طه حسين:«...أعجبت إذا بكتاب العقاد ولم أقراه كله و إنما قرأت منه فصولا . ومهما تكن الظروفلا بد من أن اقرأ ما بقى منه, أعجبت بفهمه للأدب كما ينبغي أن يفهم الآن, واحتياطه من الإسراف الذي تورط فيه الأستاذ سلامة موسى أحيانا و الدكتور أحمد ضيفدائما. أعجبت بتوفيقه إلى التفرقة بين حاجات القدماء و المحدثين, وأعجبت بدقته فيفهم الهزل الأدبي و الأدب الذي هو هزل كله.أعجبت بهذا كله إعجابا لا حد له ولاتحفظ فيه,لولا أن لغة الكاتب لا ترضيني من كل وجهة, ففيها إهمال, و هي لا تخلو منغموض,مصدرها أن عقل الأستاذ أطول من لسانه. على أن شيئا في الكتاب أعجبني بنوع خاصوهو هذه الفصول التي كتبها عن أبي العلاء عامة وعن رسالة الغفران خاصة, لم أكد أرىهذه الفصول حتى حرصت على قراءتها حرصا شديدا لأني كما تعلم شديد الصلة بابيالعلاء,و أحب أن أرى آراء الناس فيه و أن أتبين مقدار ما بين هذه الآراء و بينآرائي من قرب و بعد. »(1)
    المطلب الثاني:النقد الموجه للمنهج التأثري
    1- سمات هذاالنقد:
    1- الوقوف ضد الأساليبالتقليدية في النقد, ومما يندرج في هذه السمة دعوتهم إلى بساطة اللغة و التركيب, وهي البساطة التي تشكل أسسا من أسس دعوتهم التجديدية في الأدب و الفن..., ولا ينبغيأن نفهم من مناداتهم بالبساطة في اللغة و التعبير أنهم يدعون إلى المباشرة والتقرير, بل المقصود من ذلك هو مطالبة الأدباء بتحاشي الإغراب في اللفظ, و التعقيدفي الأسلوب.(2)




    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1): حديث الأربعاء, ج 3,ط12 , د. طه حسين, ص102-103.
    (2): النقد الادبي الحديث في المغرب العربي د.محمد مصايف, ط2 , ص212

    2- الدعوة إلى أدب جديد,وهي دعوة تطرف فيها بعض النقاد مثل رمضان حمود, و أبو القاسم الشابي, واحمد رضا حوحو, و اعتدل فيها آخرون. و قد التفتوا إلى ظاهرة التجديد التي لمسوهافي أعمال بعض الأدباء المعروفين, و حاولوا أن يحددوا لهذه الظاهرة اتجاها و شكلا,فلاحظ مصطفى رجب أن الشاعر التونسي سعيد أبا بكر كان مجددا متفتحا, و ارجع تجديده إلىتأثره بالحركة الأدبية في المهجر قائلا:«فأحب نثر جبران, و عشق شعر نعيمة, و أصبحينسج على منوال هؤلاء المجددين,و يختار قوالبهم غير آبه لقوالب الخليل» , والهامفي هذا التجديد في نظر الناقد هو ما يسميه انفعال« قريحته بالأفكار الجديدة والآراء المستحدثة في الأدب»..., فليس القصد من التجديد هو التعلق ببعض الأساليبالتي لا تحمل أي فكر جديد ولا تدفع الأدب العربي في اتجاه حديث, بل القصد منه هوالبعث و التطور.(1)
    فالأدب الجديدالذي دعا إليه هؤلاء النقاد يمكن أن نطلق عليه«أدب النفس و الحياة », النفس بماتحمله من مشاعر و عواطف و آلام وتطلعات و الحياة بما تحمله فيها من شمول و عمق.(2)
    3- المناداةبالحرية الفنية: إن الحرية التي دعا إليها هؤلاء حرية فنية مزدوجة: تحرر من بعضالتقاليد العتيقة التي كانت في نظرهم تقيد عبقرية الأديب و تمنعه من الانطلاق فيالأجواء الأدبية الجديدة التي تسح له بالتعبير عن النفس و مشاعرها, وعن الحياة فيشمولها و عمقها. لقد دعوا إلى التخلي عن الأغراض الشعرية التقليدية, و ترك شعرالمناسبات و الأخذ باللغة البسيطة و الأسلوب غير المعقد في الفنون المختلفة.(3)
    4- تقبل المذاهب الغربية:«الانفتاح على المذاهب الفنية العربية و الغربية الحديثة» و هذاالانفتاح و إن كان قد ظهر في الإنتاج الأدبي أكثر مما ظهر في النشاط النقدي, فان القضايا التي عالجها النقاد التاثريون في المغرب العربي هي نفس القضايا التي تحدث عنها النقاد المحدثون في المشرق العربي, و عالجها النقاد الغربيون في القرن الماضي و أوائل هذا القرن. و من هذه القضايا ماهية الأدب و وظيفته, و الصدق و عدم التكلف و الافتعال في التعبير, و الحرية الفنية, و الموسيقى الشعرية و غيرها من القضاياالنقدية العديدة.(4)



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1),(2), (3),(4) : نفسه ص 215 ,217, 221, 225-226.


    2- سلبياته:
    - يخشى في منهج هذا اللون أو الشكل من النقد؛ أن يظلّالناقد حبيسالنصّ الذي يدرسه، فلا ينظر إلى العلاقة بين هذا النصّ وبين الواقع الاجتماعي، والبيئة، والتراث الأدبي، وأعمال الأديب الأخرى.
    - كما ويخشى أن ينصبّ اهتمام الناقد على الشكلدون المضمون , أو العكس، وأنّ هناك من الذوق مالا يمكن تعليله، فقد يحسّ الناقد جمال النصّ الأدبيّ ولكنّهلا يستطيع تحديد الجمال وتفسيره.
    - ومنه ما يعلّل بالرجوع إلى أصولالتأليف التي نستمدّها عادة من كبار الكتّاب الذين حكم لهم الدهربالبقاء أي بمعياريّة قبلية تلغي شخصيّة الأديب.أمّا حينما نعلّل تأثيراتنا، ونسوغها ونُقنعُ الآخرين بسلامتها وصدقها،وشرعيتها. عند ذلك فقط يتحوّل الذوق أو الإحساس إلى معرفة مشروعةٍ لدى الآخرين.( 1)













    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1): Internet : منتديات بوابة العرب - الأدب أو الفن.

    الخاتمة
    وخلاصة القول:
    - أن التأثيرية مذهب أدبي فني ظهر في النصفالثاني من القرن التاسع عشر في فرنسا.
    - مضمونه اعتبار الانطباع الشخصي والإحساس،بمثابة الأساس في التعبير الفني والأدبي، بحيث تكمن قيمة العمل الأدبي فينوعية الانطباعات التي يتركها هذا العمل في نفس القارىء، الأمر الذي يستلزم تبنيالأديب أو الفنان لهذه الحقيقة.
    - الإحساس وليس العقل والتفكير، هو معيار وجودالإنسان وفق هذا المذهب، وكل معرفة لا يسبقها إحساس بها فهي معرفة غير مجدية،والعبرة بمضمون العمل الفني وليس بشكله، ولا يعبأ هذا المذهب بإصلاح أحوال الناسأو تغيير العالم إلى الأفضل.










    المصادر و المراجع
    - نظرية الأدبفي النقد التاثري العربي المعاصر نظرية التعبير ج1 طبعة 1994 د. شايف عكاشة.
    - منهج النقد الأدبي عند العرب د. حميد ادم ثويني ط1 2004م-1424هـ دار الصفا للنشر و التوزيع – عمان.
    -النقد الأدبيالحديث في المغرب العربي من أوائل العشرينيات من هذا القرن إلى أوائل السبعينياتمنه د. محمد مصايف, ط2 .
    - حديثالأربعاء, ج 3,ط12 , د. طه حسين, دار المعارف.
    - النقدالأدبي في أثاره و أعلامه, د. حسين الحاج حسن.
    - في النقدالأدبي, د. شوقي ضيف.
    - تاريخ النقدالأدبي, مجلة الوفاق.
    - Internet: www.diwanalarab.com/spip.php النقد التأثري خصائصه ومميزاته المنهجية. بقلم د أحمد طالب.
    - Internet منتديات بوابة العرب -الأدب أو الفن











    الفهرس

    - المبحث الأول: المنهج التأثري.......................................................ص2
    - المطلب الأول: تعريف النقد التأثري.................................................ص3
    - المطلب الثاني: نشأته.................................................................ص4
    - المطلبالثالث: أهم رواد هذا المنهج.................................................ص4
    - المطلبالرابع: مناهج النقد التأثري في الأدب العربي...............................ص5
    - المطلبالخامس: أسسه..............................................................ص6
    - المطلبالسادس: خصائصه.........................................................ص7
    - المبحثالثاني: نموذج تطبيقي ونقد المنهج..........................................ص9
    - المطلبالأول: نموذج تطبيقي لطهحسين.........................................ص10
    - المطلبالثاني: النقد الموجه للمنهج التأثري.......................................ص10
    - سمات هذاالنقد.....................................................................ص10
    - سلبياته..............................................................................ص12
    - الخاتمة..............................................................................ص13
    - المصادر والمراجع................................................................ص
    14
    hanouna dz
    hanouna dz
    نائب المدير
    نائب المدير


    الثور عدد المساهمات : 1020
    نقاط : 17581
    السٌّمعَة : 108
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010
    العمر : 40
    الموقع : -

    بحث المنهج التأثري Empty رد: بحث المنهج التأثري

    مُساهمة من طرف hanouna dz الخميس ديسمبر 09, 2010 2:59 pm

    دمتي ذخرا للمنتدى انيسة
    anissa
    anissa
    مشرف
    مشرف


    الدلو عدد المساهمات : 207
    نقاط : 5493
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/11/2010
    العمر : 39

    بحث المنهج التأثري Empty رد: بحث المنهج التأثري

    مُساهمة من طرف anissa الخميس ديسمبر 09, 2010 7:07 pm

    بحث المنهج التأثري Amiraa7da1795ec4

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 6:16 pm