مـــــقـــدمـــة
بسم اللهالرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمنالرحيم أنزل القرآن العظيم هاديا شافيا وضاءا ، وشفت براهينه أعينا عمياء فأبصرت ،وقرعت حججه آذانا صماء فسمعت ووعت وأضاءت أنواره:
نحمدك اللهم أن أنزلت القرآن الحكيم علىخاتم المرسلين ، سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وجعلته أبلغ دلائل نبوية وأحلآياته صدفة فأقام في الناس بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا ـــصلى الله عليه وسلم ــ و بعد:
تعد اللغة العربية إحدى اللغات السامية التيحافظت على مكانتها رغم مرور العصور وظلت لغة متداولة وانتشرت إلى العديد منالمناطق و اتسع استعمالها لدى الناس ومن العوامل المساعدة لهذا هو القرآن الكريمالذي نزل بلغة العربية والحديث النبوي الشريف و المحافظة عليهما وكذلك وجود أناسبلغوا الرسالة من خلال إبداعاتهم في جانب المعاجم التي وضعوها وخاصة منهم (العين)للخليل بن احمد الفراهيدي حيث عد هذا الأخير رائدا في المعجمات العربية.والذي نحنفي صدد البحث فيه, وقد اعتمدنا الخطة الآتية:
المبحث الأول:حياة الخليل بن احمد الفراهيدي .
ـ المطلب الأول: عصره و مولده و نشأته.
ـ المطلب الثاني: شيوخه و تلاميذه.
ـ المطلب الثالث: وفاته وآثاره.
المبحثالثاني: معجم العين
ـ المطلب الأول: نشأة كتاب العين.
ـ المطلب الثاني: مقدمة كتاب العين.
ـ المطلب الثالث: منهج كتاب العين.
ـ المطلب الرابع: طريقة الكشف عن الكلماتفي معجم العين
المبحثالثالث: دراسة تقييميه للكتاب .
ـ المطلب الأول: نسبة كتاب العين للخليلبن احمد الفراهيدي.
ـ المطلب الثاني: نقد كتاب العين.
ـ المطلب الثالث: نموذج من الكتاب.
معتمدين فيذلك على الله أولا ثم على مرجعين أساسيين هما:
ـ كتاب العين للخليل بن احمد الفراهيدي دراسةتحليلية للدكتور كشلي فواز دار الكتب العلمية بيروت لبنان ط1 :1969.
ـ المدارسالمعجمية دراسة في البنية التركيبية تأليف الدكتور عبد القادر عبد الجليل,ط1420,1هـ ـ1999م.
وفي الأخيرنرجو أن نوفق وان ينال هذا البحث الرضا فان أصبنا فمن الله وان أخطئنا فمن أنفسناوالشيطان.
المبحث الأول:
حياة الخليل بن أحمد الفراهيدي .
ـالمطلب الأول: عصره و مولده و نشأته.
ـ المطلب الثاني: شيوخه و تلاميذه.
ـالمطلب الثالث: وفاته وآثاره
المبحث الأول:حياة الخليل بن أحمد الفراهيدي
المطلب الأول:عصره ومولده ونشأته
1ـ عصره:عاش الخليل في عصر بلغت فيه دولة المسلمين قوة مجاهدها في الثروة والحضارة والسيادة وهو العصر العباسي الأول(132هـ ــ 232هـ ) (750ــ 847م) و يتميزهذا العصر بإصلاح اللسان العربي و تهذيب آدابه الاجتماعية وفيه نبغ عدد كبير منالشعراء والكتاب اللغويين, وكان تأثر القرآن في أخلاق الناس ومعاملاتهم اليوميةوالبيئية لا يخلو من التأثر في عقولهم و آراءهم .
ومن مميزاتالعصر العباسي إطلاق الفكر من قيود التقليد إلا ما يمس دولة الخلافة, والأفكار من حيث الدين مطلقة الحرية في عصره والانقلابان السياسيوالاجتماعي قد أحدثا انقلابا في الأفكار والعقول و ظهر أثر ذلك طبعا في آداب اللغة.
و أصاب اللغةتطورا وتغيرا كبيرا في ألفاظها بما نقل إليهم من العلوم الداخلية وما اقتصادهالتمدن من الألفاظ الإدارية لتلبيةالمستجدات العصرية , وكان العرب أحوج إلى اقتباس الألفاظ المعجمية, ومع نور العلمفي سائر الحواضر الإسلامية ونما النصر ونما النحو و ابتدأ ظهور النمو في عهدالخليل و أبي جعفر.
2- مولدهونشأته:
هو أبو عبدالرحمان الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي و يقال الفرهدي الأزدي اليحمديمن أئمة اللغة و الأدب, و لد في عمان على الخليج العربي سنة مئة للهجرة ثم نقل إلىالبصرة ونشأ بها.(1)
رحل صغيرا إلىالبصرة حيث امضى بها بقية حياته تلقى علومه بها و تصدر للدرس والتدريس بمجالسها (2)كان تقيا ورعا زاهدا متقشفا لم يشغله من هموم الدنيا شيء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) المعاجم العربية:دراسة تحليليةعبد السميع محمد أحمد.ط1. ص21.
- (2) المدارس المعجمية دراسة في البنيةالتركيبية عبد القادر عبد الجليل ط1 عمان دار الصفاء 1999م ص 104-105
المطلبالثاني: شيوخه و وتلاميذه
1ـ شيوخه: تلقىعن أفاضل العلماء أمثال: أبي عمرو بن العلاء و أيوب وعاصم الأحول....
2ـ تلاميذه: حينتصدى للحديث في العلم تتلمذ عليه كثير من النابهين أمثال:
ـ سيبويهالعالم النحوي المشهور(وكان الخليل يحب سيبويه و يفسح له صدره)
ـ أبو فيدمؤرخ بن عمرو السدوسي توفي (195هـ - 810 م)
ـ علي بن نصربن علي الجهمضهني (187هـ - 802م)
ـ أبو الحسنالنضره بن شميل المازني التميمي
المطلبالثالث: وفاته وآثاره
1ـ وفاته: ماتفي البصرة سنة سبعين و مئة وقيل سنة خمس وسبعين و مئة فكر الخليل في ابتكار طريقةللحساب لتسهل على العامة لكنه دخل المسجد وهو يفكر فصدمته سارية وهو غافل فكانتسبب موته.
2ـ آثاره: هيكثيرة لم يصلنا منها إلا القليل وضاع معضمها و جاء القليل من أفكاره عن طريق هذاالقليل الذي خرج إلى النور و كذلك عن طريق تلاميذه الذين نقلوا جزء من فكره كمافعل سيبويه في الكتاب أعمال الخليل المنسوبة إليه كثيرة منها كتاب العين و كتابالاقاع وكتاب العروض وكتاب النقط والشكل وكتاب الشواهد. (1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-(1) المنظومة النحوية المنسوبة إلى الخليلالفراهيدي احمد عفيفي دار الكتب المصرية القاهرة, دط, 1995م,
ص 22-23
المبحث الثاني:
معجم العين
ـ المطلب الأول : نشأة كتاب العين.
ـ المطلب الثاني : مقدمة كتاب العين.
ـ المطلب الثالث : منهج كتاب العين.
ـ المطلب الرابع: طريقة الترتيب والكشف عن الكلماتفي العين.
المبحث الثاني: معجم العين
المطلب الأول:نشأة كتاب العين
لنوضح كيف وضعالخليل كتاب العين لعل هذا التوضيح يوقفنا على الظروف الخاصة التي أحاطت بكتابالعين, قد كان معاصر والخليل من اللغويين الذين يجمعون الكلمات الصعبة المعاني فينظرهم في كتيبات أو رسائل يسهل شرحها . وقد عرف هذا اللون من المفردات باسم الغريبو كانت فكرة كل كتيب تدور حول مجموعة من الكلمات المتصلة بموضوع واحد لتبيانمعناها . أراد الخليل أن ينتهج منهجا جديدا في هذا الميدان فوضع نصب عينيه علىتحقيق فكرتين :
الأولى : معالجةجميع مفردات اللغة أو بعبارة أدق موادها وشرحها .
الثانية :وضع ذلك في نظام يبعد التكرار أو فوات الكلمات .
وقد رأى أنالطريقة السائدة فيعصره وإن كانت مقبولة في موضوعها إلا أنها لا تقبل في شكلها .ولو ألف على نظامها ألف رسالة ورسالة لن تسلم الألفاظ من التكرار ، ولن يتأكد منذكر جميع موادها .
لقد اعتنىاللغويين الأوائل بالغريب فقط ، ولكن الخليل رأى أن يسجل كل مواد اللغة على طريقةرياضية . والخليل كما نعلم استغل عبقريته في الرياضيات و علم الأصوات اللغويةوالقوانين الصوتية التي بنا عليها المهمل والمستعمل، حيث أن بعض أنواع المهمل يمكنحصرها فرأى أن يتبع نظاما يكشف له هذا وبطريقة المقابلة يمكن أن يهتدي إلىالمستعمل.
لقد فكرالخليل في تنظيم جديد يجمع كل الكلمات غير ذلك التنظيم المعنوي الذي تبناه معاصروه، لقد نظر فوجد أن جميع الكلمات من حيث تركيبها الصوتي تتكون من حروف الهجاء:أ ـ بـ ت ـ ... العادية ، ولكن لماذا لم يستعمل الهجائية العادية ؟ وقبل الإجابة عن هذاالسؤال لابد من تعريف حروف الهجاء العربية وذكر ترتيبها (وتسمى هذه الحروف أيضاحروف الألف بائي أو الحروف الأبجدية وحروف المباني وحروف المعجم) .
نحن نعلم أنالفـنيقـيين هم الذين نشروا الحروف الهجائية وأن هذه الحروف هي أصل كل هجاء ولكنالباحثين اختلفوا في تحديد مكان نشأة الخط العربي وطريقة وصوله إلى العرب ، ويقال أن الخط العربي القديم قدأشتق من الخط النبطي الذي يرجع بدوره إلى الخط الأرمي .
وكانت حروف الهجاء الفينيقية اثنين وعشرين (22)حرفا وهي: أ ب ج د ـ هـ و ز ـ ح ط ي ـ ك ل م ن ـ س ع ف ص ـ ق ر ش ت ـ ثم زاد العربعليها الأحرف الستة : ث ـ خ ـ ذ ـ ض ـ ظ ـ غ . فأصبح ثمانية وعشرين حرفا مرتبة كما يلي : أ ب ح د ـ هـ و ز ـ ح ط ي ـ س ع ف ص ـ ق ر ش ت ـ ث خذ ـ ظ ض غ ـ وأطلق على الحروف العربيةالمرتبة بهذا الترتيب * الأبجدية العربية * ويستعمل هذا الترتيب في ترقيم صفحاتمقدمات الكتب وبعض الفقرات و لا يستعمل في ترتيب المعاجم .
المطلبالثاني: مقدمة كتاب العين
تعد مقدمةالعين أول مادة في كتاب علم الأصوات دلت على أصالة علم الخليل وأنه صاحب هذا العلمورائده الأول.
وفي هذهالمقدمة بواكير معلومات صوتية, جاء فيها قوله
هذا ما ألفه الخليل بن أحمد البصريمن حروف: أ, ب, ت, ث,مع ما تكلمت به فكان مدار كلام العرب وألفاظهم, ولا يخرج منهاعنه شيء أراد أن تعرف به العرب في أشعارها و أمثالها و مخاطباتها, فلا يشذ عنه شيءمن ذلك فأعمل فكره فيه فلم يمكنه أن يبتدئ التأليف من أول أ ـ ب ـ ت ـ ث وهوالألف, لان الألف حرف معتل فلما فاته الحرف الأول كره آن يبتدئ بالثاني, وهو الباءإلا بعد حجة استعصاء النظر, فدبر ونظر إلى الحروف كلها وذاتها فصير أولها بالابتداءأدخل حرف منها في الحلق ).(1) وكان الخليلعلى علم بالجهاز الصوتي وتركيبه وأجزائه وما اشتمل عليه من أحياز ومدارج فاستطاعأن يحدد مخارج الأصوات.
ومن المفيد أننلاحظ أن مصطلح (صوت) لم يرد في مادة الخليل الصوتية ولم يكن من مصطلح العلماللغوي إلا في القرن الرابع الهجري فقد ورد في مصطلح ابن جني (التصريف الملوك).فكلمة (حرف) تعني في مصطلحالخليل ما نعنيه باستعمالنا كلمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1):كتاب العين: تحقيق الدكتور مهدي المغزوسي والدكتور ابراهيم السامراتي ص10.
صوت في عصرناالحاضر, يقول: (فإذا سئلت عن كلمة وأردت أن تعرف موضعها فأنظر إلى حروف الكلمةفمهما وجدت منها واحدا في الكتاب المقدم فهو في ذلك الكتاب).
فقوله حروفالكلمة يعني أصواتها فهو يخلط بين المادة الصوتية والأخرى اللغوية.فيقول بعد تلكالإشارات الصوتية
كلام العرب مبني على أربعة أصنا: على الثنائي والثلاثي والرباعيوالخماسي) ثم يعرض لكل واحد من هذه الأصناف و يمثل له. (والألف التيفي :استحنكك ـ اقشعر ـ واسجنفر ليست من أصل البناء دخلت هذه الألفات في الأفعالوأمثالها من الكلام لتكون الألف عمادا و سلما للسان إلى حرف البناء, لان حرفاللسان لا ينطلق بالساكن من الحروف فيحتاج إلى ألف الوصل إلا أن (دحرج) و (هملج) و(قرطس) لم يحتج فيهن إلى الألف لتكون السلم فأفهم).
ويذهب الخليلبعيدا في هذه المقدمة , فيحلل الأصوات و يكتب في مادتها و صفاتها فيقول: (اعلم أنالحروف الذلق والشفوية ستة وهي: ر ـ ل ـ ن ـ ف ـ ب ـ م ـ وإنما سميت هذه الحروفذلقا لان الذلاقة في المنق و إنما هي بطرق أسلة اللسان و الشفتين و هما مدرجتا هذهالأحرف الستة, منها ثلاثة ذليقة: ر ـ ل ـ ن تخرج من ذلق اللسان من طرف غار الفم وثلاثة شفوية: ف ـ ب ـ م مخرجها ما بين الشفتين خاصة.
لا تعملالشفتين في شيء من الحروف الصحاح إلا هذه الأحرف الثلاث فقط ولا ينطق طرف اللسانإلا بالراء واللام والنون).
في هذه المادةالصوتية نعلم أن الخليل استطاع أن ينشئ في العربية معجما في المصطلح اللغوي ولايعرف قبله بهذا العمق وأسهم الخليل في شرح صفات الكلم الدخيل غير العربي منالناحية الصوتية.
وخلاصة القولأن مقدمة العين مادة غزيرة في علم الأصوات العربية وعلم وظائف الأصوات, كما أنهاتوضح الطريقة التي سار عليها الخليل في وضع كتابه.
المطلبالثالث: منهج كتاب العين
تسجل الزيادةفي ميدان المعاجم اللفظية أو المعاجم المجنسة, إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي فيالعين, حيث وضع فيه الإمكانات النظرية لحصر اللغة عن طريق معطيات المادة, معتمدامبدأ الجذرية أساسا في بناء المعجم, وما تفرزه من ألوان المشتقات, ويبدو أن هذاالمبدأ سار عليه واضعوا المعجم العربي كأساس عام التركيب وتوزعوا بعد ذلك فرقا فيأنظمة الترتيب والتبويب.
رأى الخليل أنالسير وفق تلك الأصول لا يفيد في الحصر والاستقصاء فأراد أن ينحو منحى يكون أكثرطواعية وقناعة لفكره وعمله و قد هداه عمله بالجهاز الصوتي وما يشتمل عليه من حيازمدراج إلى إعادة النظر و التدقيق في ترتيب حروف المعجم التي أثرت عن السلف ,وقبلأن يبتدئ بها وقف يقلب طبيعة كل صوت منها أو يضعه أمام مسائلة لغوية دقيقة ولنستمعإليه فيما ينقل ابن حسان مما حكاه السيوطي يقول: ( سمعت من الخليل أنه قال ÷ لم أبدأ بالهمزة لأنها يلحقها النقصوالتغير والحذف ولا بالألف لأنها لا تكون في ابتداء كلمة لا في اسم ولا في فعل,إلا زائدة أو مبدلة, ولا بالهاء, لأنها مهموسة خفية لا صوت لها, فنزلت إلى الحيزالثاني و فيه العين والحاء فوجدت العين أنصع الحرفين ابتدأت به ليكون أحسن فيالتأليف×).(1) ورتب الأصوات على الوجه التالي :
ع ح ه خ غ / قك / ج ش ة / ص س ز / ط د ت / ظ ذ ث / ر ل ن/ ف ب م/ و ا ي(2)
المطلبالرابع: طريقة الترتيب و الكشف عن الكلمات في معجم العين
أولا: لابدمن النظر إلى الأصل المجرد, وحذف الحروف الزائدة من الكلمة, كذلك لابد في الكلماتالمعتلة من رد حرف العلة إلى أصله فمثلا كلمة:استيطان أصلها المجرد وطن,وكلمة:عطية وأصلها عطو, وكلمة:ميعاد أصلها وعد.
ثانيا:لابد من معرفة الترتيب الصوتي أو المخرجي الذي اعتمده الخليل لتحديد موضع أي بابمن أبواب الكتاب فمثلا: كلمة: لمع ترتب ترتيبا صوتيا فتصبح :علم نجدها في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1):كتاب المدارس المعجمية للدكتور عبد القادرعبد الجليل دار الصفاء للنشر والتوزيع عمان.ط1. ص 112ـ 113.
(2): البحث اللغوي عند العرب مع دراسة لقضيةالتاثير والتاثر, د.احمد مختار عمر,ط6, 1988م, عالم الكتب, القاهرة, ص 189.
باب الثلاثيمن العين أي باب العين واللام والميم. وكلمة: تعاطف نرتبها ترتيبا صوتيا بعدتجريدها من الحروف الزائدة, مثلا :عطف نجدها في باب الثلاثي من حروف العين أي بابالعين والطاء والفاء .
ثالثا: إذالم يكن في الكلمة ÷ عين× , نرتبالحروف مع اعتبار الحرف الأسبق, فكلمة : لهج مثلا نجدها في باب الثلاثي منحرفالهاء أو كتاب الهاء والجيم واللام. وكلمة : فرط نجدها في باب الثلاثي الصحيح منكتاب الطاء.وفي باب الطاء والراء والفاء لان الطاء أسبق من الراء والراء أسبق منالفاء. وكلمة: سلق نجدها في باب الثلاثي من كتاب القاف وفي باب القاف والسينواللام معهما. لان القاف أسبق من السين والسين أسبق من اللام....
وكلمة: ميقاتنجدها في باب الثلاثي المعتل من حرف القاف أو كتاب القاف,وفي باب القاف والتاءوالواو معهما. والكلمة بعد تجريدها من الزيادة : وقت.
و لا بد منالإشارة إلى كل كتاب أو حرف من الحروف يحتوي ستة أبواب وهي:
باب الثنائي ـباب الثلاثي الصحيح ـ باب الثلاثي المعتل ـ باب اللفيف ـ باب الرباعي وبابالخماسي:
وباب الثنائيمن كل حرف يحتوي الكلمات الثنائية المبدوءة بذلك الحرف.
وباب الثلاثيالصحيح يحتوي أيضا الكلمات الثلاثية المبدوءة بذلك الحرف .
وكذلك سائرالأبواب.
ومن أمثلةالثنائي من حرف العين: عق و عك و عم وكل منا تمثل مجموعة على حدة,وفي كل مجموعة منالثنائي تقليبات,مثلا في مجموعة÷عق× عق و قع.وفيمجموعة ÷ عم× عم ومع. ولا تثبت تقليبات ÷ عك× إلا بعد الانتهاء من تقليبات ÷ عق× التي تسبقها.
ومن أمثلةالثلاثي من حرف العين: عقر, عقم,وكل ثلاثي يمثل مجموعة على حدة تحتوي ستة أوجه أوتقليبات و هب :عقر, عرق, قعر, قرع, رعق, رقع. وقد تكون كلها مستعملة أو البعض منهامستعمل.
ومن أمثلةالرباعي من حرف العين: عقرب وعلقم.وكل رباعي يمثل مجموعة تحتوي أربعة وعشرين وجهاأو تقليبا أكثرها مهمل.
ومن أمثلةالخماسي من حرف العين: قرعبل,وكل خماسي يمثل مجموعة يندرج فيها عشرون ومئة وجه أوتقليب ولا يثبت إلا المستعمل وهو القليل القليل.
وهكذا سائرالحروف إلى الميم وهو آخر الحروف.(1)
طريقة البحثفي كتاب العين باختصار:
1ـ تجريدالكلمة من الحروف الزائدة ورد الجمع من الكلمات إلى مفردات إذ أن ذلك يؤدي إلىمعرفة المادة الأصلية.
2 ـ إذاكانت الكلمة مضعفة مثل: زلزل فانه يستغنى عن التضعيف لتعود الكلمة إلى أصولهاثنائية أو ثلاثية مثلا: ثم يبحث عنها في باب الثنائي أو الثلاثي.
3 ـترتيب حروف المادة ترتيبا صوتيا حسب النظام الذي اختاره الخليل و يبحث عن مشتقاتالمادة في باب أسبق حروفهما من حيث المدارج الصوتية فلفظ جعد يبحث عنه في مادة عجدولفظة هجع في مادة عهج.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1):البحث اللغوي عند العرب مع دراسة لقضيةالتاثير والتاثر, د.احمد مختار عمر,ط6, 1988م, عالم الكتب, القاهرة, ص189, 190,191, 192.
المبحث الثالث:
دراسة تقييميه للكتاب .
ـ المطلب الأول: نسبة كتاب العين للخليل بن احمدالفراهيدي.
ـ المطلب الثاني : نقد كتاب العين.
ـ المطلب الثالث: نموذج من الكتاب.
المبحثالثالث: دراسة تقييميه للكتاب
المطلب الأول:نسبة كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي
يبدو أن عزلةالخليل بن أحمد و انصرافه عن أن يدون كتبه بنفسه وسيره على سنة أمثاله من إملاءآرائه العلمية على تلاميذه المتصلين به كما أملى آراءه و مقاييسه النحوية علىتلميذه سيبويه فتلقاها بما له آهل و دونها بلفظه و لفظ الخليل يبدو أن هذا و غيرهساعد الزمن على أن يخفي آراءه التي دونت في كتاب العين بعضا من الوقت فلم يظهر هذاالكتاب إلا بآخر أيام أبي حاتم (ت 255ه) وكان هذا داعي لان يوجه بعض الناقدينقولهم: إن الخليل لم يؤلف كتاب العين وإنما صنع قطعة منه ثم أكمل تلميذه الليث بنبصر بن سيار البحر أساني الكتاب فجاء مليئا بالأغلاط التي ينزه عنها الخليل.(1)
المطلبالثاني: نقد كتاب العين
على الرغم منالمكانة الملحوظة التي تبوأها كتاب العين فقد تعرض لكثير من الانتقادات و وضعت بعضالكتب لإبراز النقص فيه .
كما اعتقدت لهدراسات بين العلماء القدامى والمحدثين. قال ابن جني في الخصائص: ( وأماكتاب العين ففيه من التخليط والخلل والفساد ما لا يجوز أن يحمل على أصغر أتباعالخليل فضلا عن نفسه ولا محالة أن هذا التخليط لحق هذا الكتاب من قبل غيره وان كانللخليل فيه عمل فإنما هو أنه أومأ غالىعمل هذا ا لكتاب إيماء ولم يمليه بنفسه ولا قراره ولا حرارة ويدل على انه قد كان نحا نحوه أن أجد فيه معاني غامض ونزواتالفكر اللطيفة واضحة في بعض الأحوال مستحكمة وذاكرت به يوما أبا علي رحمه اللهفرأيته منكرا له فقلت له إن تصنيفه منساقمتوجه وليس فيه التعسف الذي في كتاب الجمهرة فقال الآن إذا صنف إنسان لغة بالتركيةتصنيفا جيدا أيؤخذ به في العربية أو كلاما هذا نحوه .....)(2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ(1):المرجعالسابق .ص38.
ـ(2):ابن جنيالخصائص ج 3 ص
المطلب الثالث: نموذج من معجم العين للخليل بن أحمد الفراهيدي
باب العين و الميم ( م ع ,ع م مستعملان )
ــ عم:
الأعماموالعمومة: جماعة العم والعمة والعمات أيضا جمع العمة.
ورجل معم:كريمالأعمام ومنه معم مخول قال امرؤ القيس : بجيد معم في العشرة مخول.
والعمامة:معروفة والجمع العمائم واعتم الرجل وهو حسن العمة و الاعتمام.
قال ذو الرمة:
تنجو إذا جعلت ترمي أخشتها و اعتم بالزبد الجعد الخراصيم
وعمم الرجل: اذاسود هذا في العرب, وفي العجم يقال: توج لان تيجانهم العمائم.
قال العجاج: وفيهم اذا عمم المعمم.
واستعم الرجلإذا اتخذه عما و تعممته دعوته عما وعمم, سود فألبس عملمة التسويد وشاة معمة ,بيضاء الرأس
و العميم: الطويلمن النبات ومن الرجال أيضا ويجمع على عمم وجارية عميمة وعمة أي طويلة ......
ــ مع:
المعمعة:صوت الحريق وصوت الشجعان في الحرب و أسعارها كل ذلك معمعة
قال:
سويا جموعاو إحضارها كمعمعة السعف الموقد
و قال: ومعمعتفي وعكة ومعمعا.
المعمعة:شدة الحر وكذلك المعمعتم و كان عمر يتتبع اليوم المعماعي فيصومه قال:
حق إذا معمعان الصيف هب له بأجه نش عنها الماء والرطب
وأما مع: فهوحرف يضم الشيء تقول : هذا مع ذاك.(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): كتابالعين للخليل بن احمد الفراهيدي دراسة تحليلية لدكتور كشلي فواز دار الكتب العلميبيروت لبنان ط1. 1969.ص126ـ127.
باب الثلاثي الصحيح من حرف العين
قال الخليل:لم تأتلف العين والحاء مع الشيء من سائر الحروف إلى آخر الهجاء فاعلمه وكذلك معالخاء.
باب العين والهاء والقاف
(ع هـ ق , هـ ق ع مستعملان)
(ع ق هـ , ق ع هـ مـهمـلان)
ـ هقع:
الهقعة:دائرة حيث تصيب رجل الفارس جنب الفرس يتشاءم بها, هقع البرد ون. يهقعهقعا فهو مهقوع: قال الشاعر:
إذا عرق المهقوع بالمرء أنعظت حليلة و اردادا حرا عجاتها
انعظت: أيعلاها الشبق والنعظ هنا: الشهوة ويروي وابتل منها إزارها فأجابه المجيب :
فقد يركبالمهقوع من لست مثله وقد يركب المهقوعزوج حصان
ـ عهق:
العوهق: الغرابالأسود والبعير الأسود الجسيم ويقال : هو اسم جمل كان في الزمن الأول إليه كرام النجائب يقال: كان طويل القرا,قال رؤية:
جاذبـت يعنس ممشـــق خطارة مثل النقنيق المحنق
قرواءفيها بنات العوهق ضرب وتصفيحكصفح الرونق
والعوهق: الثورالذي لونه أخذ إلى السواد, والعواهة: الخطاف الجبلي الاسود, والعاهق:لون كلون السماء مشرب سوادا....(1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1):نفسالمرجع السابق ص128ـ129ـ130.
خــــــــــاتـمــــــــــــة
يعتبركتاب العين حلقة مهمة في تاريخ المعجم العربي حيث يبقى معجم العين رأس مدرسة نظامالمخارج التقليبية حيث سارت على منهجها وانتفعت بريادتها معاجم أخرى كالبارع,تهذيباللغة, المحيط في اللغة,المحكم والمحيط الأعظم....
وآخرما يدون أن كل ما جاءت مدرسة ارتكزت على السابقة وانتفعت بعلمها في المادة و الشرحو التفسير و إيراد الشاهد حتى اتسعت الدائرة و غدت الثروة اللغوية تفوق أضعاف ماأوردته معاجم القرن الرابع هجري كمعجم لسان العرب والقاموس المحيط والمعاجمالحديثة.
المــــــــراجـــــــــع
ـ كتاب العين للخليل بن احمد الفراهيدي دراسةتحليلية للدكتور كشلي فواز دار الكتب العلمية بيروت لبنان الطبعة الأولى,1969.
- البحثاللغوي عند العرب مع دراسة لقضية التاثير والتاثر, د.احمد مختار عمر, عالم الكتب,القاهرة,ط6, 1988م.
ـ المدارسالمعجمية دراسة في البنية التركيبية تأليف الدكتور عبد القادر عبد الجليل, دارالصفاء للنشر والتوزيع عمان, الطبعة الأولى, 1420هـ ـ1999م.
ـ المعاجمالعربية دراسة تحليلية, تأليف الدكتور عبدالسميع محمد أحمد. , مطبعة مخيم 69 شارع الجيش الكتاب الأول, الطبعة الأولى. 1389ـ1969 م.
- المنظومة النحوية المنسوبة إلى الخليل الفراهيدي,احمد عفيفي,دار الكتب المصرية القاهرة, دط, 1995م.
الـفــهــــــــــــــرس
ـ مقدمة.............................................................................................ص1
ـالمبحث الأول: حياة الخليل بن أحمد الفراهيدي .........................................ص3
ـ المطلب الأول: عصره و مولده ونشأته...................................................ص4
ـ المطلب الثاني: شيوخه و تلاميذه........................................................ص05
ـ المطلب الثالث: وفاتهوآثاره...............................................................ص05
ـ المبحث الثاني: معجم العين................................................................ص06
ـ المطلب الأول: نشأة كتاب العين. .......................................................ص07
ـ المطلب الثاني: مقدمة كتاب العين......................................................ص08
ـ المطلب الثالث: منهج كتابالعين.........................................................ص9
ـ المطلب الرابع: طريقة الترتيب والكشف عنالكلمات في العين.....................ص10
ـ المبحث الثالث: دراسة تقييميه للكتاب...................................................ص13
ـ المطلب الأول: نسبة كتاب العين للخليلبن احمد الفراهيدي.........................ص14
ـ المطلب الثاني: نقد كتاب العين...........................................................ص14
ـ المطلب الثالث: نموذج منالكتاب........................................................ص15
ـخاتمة..........................................................................................ص17
ـالمراجع.......................................................................................ص18
