المــقـــدمــــة
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة السلام على سيدنا محمد النبي الأميالمبعوث رحمة للعالمين وعلى آله و صحبه أجمعين ومن سار على دربه إلى يوم الدين وبعد :
إنّ دراسة الأدب القديم نوع من الدراسات الحية التي لا يزال باحثي اللغةالعرب والغربيين يبحثون فيه من جميع نواحي الحياة سواء الاجتماعية أو السياسية أوالثقافية أو الحضارية .
أنه مجال رحب يستحق مثل هذه الدراسات الخاصة إذا تعلق الأمر بإحدى القضاياالوجودية الهامة كقضية الحياة والموت وما يحيط بها من غيب وضبابية أرهقت الشاعرالعربي وعكرت صفو منامه لذا فقد قابل الشاعر الجاهلي هذه المشكلة بالتأمل والتدبروذلك بتصوراته الذاتية وتجاربه الخاصة.
فماذا تمثل ثنائية الحياة والموت بالنسبة للجاهلي و ما تأثيرها في النص الشعري الأدبي الجاهلي ؟
ولحل هذا الإشكال اعتمدنا الخطة التالية:
1) الدراسة الموضوعية :
المبحث الأول: الحياة و الموت عند الإنسانالجاهلي
المطلب الأول : تعريف الحياة والموت
المطلب الثاني : نظرة الجاهلي للوجود
المطلب الثالث : نظرة الجاهلي للحياة و الموت
المبحث الثاني : الحياة و الموت في الشعرالجاهلي
المطلب الأول : مفهوم الحياة في الشعر الجاهلي
المطلب الثاني : مفهوم الموت في الشعر الجاهلي
المطلب الثالث : الخوف بين الحياة و الموت
المطلب الرابع : مدى تأثير الحياة والموت في الشعر الجاهلي
2) الدراسة الفنية :
المبحث الثالث :نموذج تطبيقي لظاهرتي الحياةوالموت في النص الشعري الجاهلي
المطلب الأول : نموذج تطبيقي للحياة
المطلب الثاني : نموذج تطبيقي للموت
- الخاتمة
و قد اعتمدنا على المرجع التالية :
1 - القرآنالكريم
2 - لبابالنقول في أسباب النزول لجلال الدين عبدالرحمان بن أبي بكر السيوطي دار الكتاب العربي بيروت لبنان ط1 2003
3 - تيسير الكريم الرحمان في تفسير كلام المنان للشيخعبد الرحمان بن ناصر السعدي و آخرون دار اليمن الجزائر ط1 سنة 2003 د ج ص744
4 - المشوق في الأدب والنصوص و المطالعة الموجهة لمحمد خيط و آخرون
5 - العقد الفريد لأبي عمر أحمد بنعبد ربه الأندلسي دار الكتاب العربي بيروت لبنان دط ، ت
6 - المطالعة الموزعة و النصوص لمحمد خيط دار الطباعة بيروت دت . دق .
9 - شرح ديوان الخنساء عبد السلامالحوفي دار الكتب العلمية بيروت لبنان 1980
8 -الانترنيت الموقع www.doroob.com
المبحث الأول :الحياة و الموت
عندالإنسان الجاهلي
المطلب الأول : تعريف الحياة و الموت
المطلب الثاني : نظرة الجاهلي للوجود الحياة والموت
المطلب الثالث : نظرة الجاهلي للحياة و
المبحث الأول :الحياة و الموت عند الإنسان الجاهلي
المطلب الأول : تعريف الحياة و الموت
تعريف الحياة:
لغة: هي نقيض الموت إذا كانت معرفة.
حياة : وهي المنفعة ومنه قولهم ( العرب) ليس لفلان حياة أيلا منفعة فيه ولا خير.
الحي : هي جمع الحياة.
الحياة الطيبة : هي الجنة.
الأحياء : هم المؤمنون.
المحيا : هو مفعل من الحياة و يقع على المصدر و الزمانو المكان.
تقول العرب : أتانا حي فلان أيأتانا في حياته كما تقول العرب سمعت حي فلان يقول أي سمعته في حياته يقول.
الأرض الحية أي الأرض الخصبة.
إحياء الليل أي السهر فيه بالعبادة وتركالنوم.([1])
اصطلاحا: الحياة في الاصطلاحهي الحركة العقلية أو الجسدية و يقال على الإنسان أنه حي إذا كانت أعضاءه غيرمتوقفة و أهمها العقل و القلب و الحياة أنواع اجتماعية و سياسية و ثقافية و دينيةو الحياة في الشريعة و التنزيل هي الحركة للعبادة.
تعريف الموت:
لغة: الموت و الموتان ضد الحياة.
الميت هو الذي مات.
الميت و المائت الذي لم يمت بعد.
و قال الزجاج : ميت و ميت لهما معنى واحد و يستوي فيه المذكر و المؤنث ويعني الذي مات.
و الميتة ضرب من الموت و حال منه و مثال ذلك في قول العرب مات فلان ميتةحسنة, و مات الرجل و همد و هوم إذا نام.
و الموت هو السكون و كل ما سكن فقد مات.
و الموت في كلام العرب يطلق على السكون فتقول العرب ماتت الريح إذا سكنت.
و يأتي الموت على أنواع حسب أنواع الحياة:
فمنه زوال القوة الحسية.
ومنه زوال القوة العاقلة( الجمالة).
ومنه الحزن و الخوف المكدر للحياة.
ومنها المنام وقيل هو الموت الخفيف.
و الموت هو النوم الثقيل.
وقد يستعار الموت للأحوال الشاقة: كالفقر و الذل و السؤال و الهرم والمعصية.
و أول من مات هو إبليس لأنه أول من عصى .
و الموات و الموتان و الموتان كله الموت.
وأماته الله وموته شدة على المبالغة . موتت الدواب إذا كثر فيها الموت(2)
اصطلاحا: هو توقف الأعضاءعن الحركة وعن القيام بالوظائف الحيوية والموت نوعان جسدي وروحي وقد يعبر عن الموتعن الحياة التعيسة و العيشة الظنكئ يعبر عن النوم الثقيل بالموت الصغرى وللموت عدةأنواع فمنه زوال القوة الحسية ومنه الحزن والخوف المكدر للحياة ومنه المنام الذياشتق منه كلمة المنية التي تعني الموت.
المطلب الثاني : نظرة الجاهلي للوجود
لقد كان للجاهلي العديد من التساؤلات و القضايا الوجودية التي تهم المصير الإنسانيكمشكلة الانتماء و الهوية و مشكلة الوجود و الخلود ومشكلة الموت كل هذه التساؤلاتدعته إلى التأمل في الوجود و البحث عن خالقه و صانعه إلى أن توصل أن لهذا الكونقوة خفية تسيره و تديره ومع دراساته في كتب الإنجيل و إن كانت محرفة توصل الجاهليإلى أن الله خالق هذا الوجود ككل وهذه الفرقة تدعى الأحبار غير أن بقية العربالجاهليين وجدوا آبائهم يعبدون الأصنام و الأوثان و الشمس و القمر و النار فقاموابعبادتها إلا أنهم كانوا يتخذونها مقربَة من الله وهذا ما جاء في قوله تعالى :« مانعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ...» سورة الزمر الآية 03 . (1)
وكان الجاهلي يعتبر وجوده متعلقبالزمن الحاضر و كان يرى الماضي عبارة عن افتخار و اعتزاز بتراث الأجداد وكان يرىالمستقبل غامضا وكان متعلقا قليلا بقضية الحياة و الموت .
المطلب الثالث : نظرة الجاهلي للحياة و الموت
نظرة الجاهلي للحياة :
لقد قامت حياة العربي على الرحلة و الترحال سعيا وراء الكلأ و بحثا عنالماء وقد كان يقيم حيث يرى الرزق وهذه هي حياته من الجهة الاقتصادية بالإضافة إلىالرحلات التجارية التي كان يقوم بها العربي و قد عبّر عنها القران الكريم في سورةقريش
«لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء و الصيف...»
وقد كانت حياتهم السياسية تقوم على الامتثال لتطبيق قوانين القبيلة، حيثكانت حياتهم السياسية منظمة ولا يستطيع الفرد فيها أن يقوم بما يحلو له بل كانهناك قيودا تمنعه من ذلك أما حياته الاجتماعية فقد كانت تقوم على الطبقية فقد قسّمفيها السكان إلى ثلاثة أقسام : فالقسم الأول هم أبناء القبيلة وهم الذين يربط بينهم الدم و النسب وهم عمادها وقوامها،أماالقسم الثاني فقد كان يتألف من العبيد وهم الرقيق المجلوبين من البلاد الأجنبيةالمجاورة كالحبشة وأما القسم الأخير هم الموالي الذين هم عتقائها،و يدخل فيهمالخلفاء وهم الذين طردتهم قبائلهم م[2]نكثرة جرائمهم ،أما حياة العرب الفكرية فقد وصلتنا عن طريق اللغة الراقية و الفصاحةالمتمكنة التي تمثلت في شعرهم و أمثالهم وحكمهم وخطبهم كما كان عندهم معرفةبالأنساب و أحوال السماء و القليل من الطب إلا أنّ هذه المعارف كانت بسيطة ،أماالقواعد و البحث المنظم الذي يسمى علما فلا عهد للعرب الجاهليين به و كذلك لا وجودللمذاهب الفكرية عندهم و كانت حياته الدينية تقوم على عبادة الأوثان و الأصنام والشمس والقمر وغيرها وقد كان فيهم من يعبد الله وهم الأحبار.([3])
و بصغة عامة لقد كان الجاهلي يرىالحياة عبارة عن الحاضر الذي يعيش فيه وقد كان يعتز و يفتخر بالماضي المتمثل فيتراث الأجداد ، بينما كان يخاف من المستقبل الذي يمثل له الفناء و العدم . وكان فيحاضره مولعا بشرب الخمر و الصيد وكان بعضهم يرى الحياة متعة .
نظرة الجاهلي للموت :
لقد كان الجاهلي لا يبالي بالحياة إن كانت فيها مذلة و مُسّ شرفه وعرضه فقدمدحوا الموت في ظلال السيوف و هجوا بالموت على الفراش فقد كانوا يخافون من الموتالعادية لأنها بالنسبة إليه انتهاء و انقطاع عن لذة الحياة التي يشعر بها. و قدكانوا على دراية بأن الموت نصيب الجميع وهي عبارة عن مذلة و كانوا يفتخرون بالموتفي الحروب وذلك يتضح من خلال كثرة الحروب التي كانوا يخوضونها وقد كانت النسوة لاتندبن على قتيل الحرب لأن قتله كان عندهم يعتبر معزة ومجدا و شرفا وكان إذا قتلأحد في القبيلة في غير حرب تقوم القبيلة بأخذ الثأر من القاتل و قبيلته و مثال ذلك حين أخذ صخر أخالخنساء الذي ثأر من دريد الذي قتل معاوية أخوه و قد تدوم هذه الحروب سنين طوالمثل حرب البسوس التي دامت 40 سنة التي قامت من أجل أخذ الثأر من جصاص الذي قتلكليبا أخو المهلهل.
أما إن مات أحد بسب غير الحرب فإن هذا الخبر عبارة عن فاجعة لأهل الميت والقبيلة كلها فيقوم أهل الميت رجالهم و نسائهم بالندب و النواح ويقوم بقية أهلالقبيلة بالتعزية لأهل الميت بعد تكفينه بكفن أبيض و دفنه في قبره وكانوا يحسبونأن انتهاء الإنسان عند موته مصداقا لقوله تعالى : « وقالوا ما هي إلا حياتناالأولى نموت و نحيا و ما يهلكنا إلا الدهر» الجاثية 24
وسبب نزول هذه الآية عن أبي هريرة قال :« كان أهل الجاهلية يقولون: إنمايهلكنا الليل و النهار .» وعن ابن عيينة قال :« كان أهل الجاهلية يقولون إن الدهرهو الذي يملكنا ».([4] )
وفي تفسير هذه الآية وجدنا أن عرب الجاهلية كانوا منكرين للبعث . ويقولونإن الموت و الحياة عادة وجَرْيٌ على رسوم الليل و النهار يموت أناس ومن مات فليسبراجع إلى الله وقولهم صادر عن قوله تعالى :« إن هم إلا يظنون » أي يحسبون أنهميتركون بغير حساب ([5] )
- وقد كان الجاهلي لا يؤمن بالبعث الذي نعرفه نحن اليوم من صراط و حساب وجنة ونار ولكن كان لديه خرافات حول موضوع البعث فقد كان الجاهلي حينما يموت أحدأقربائه يقوم بربط ناقته على قبره من ناحية رأس الميت و يعتبرها وسيلة نقله .
المبحث الثاني : الحياة و الموت
فيالشعر الجاهلي
المطلب الأول : مفهوم الحياة في الشعر الجاهلي
المطلب الثاني :مفهوم الموت في الشعر الجاهلي
المطلب الثالث : الخوف بين الحياة و الموت
المطلب الرابع : مدى تأثير الحياة و الموت في الشعر الجاهلي
المبحث الثاني : الحياة و الموت في الشعر الجاهلي
المطلب الأول : مفهوم الحياة في الشعر الجاهلي
لقد كان الشاعر العربي مهتما بهذه القضية الوجودية التي تمثل في نظره المتعةو الشرف و النسب بالإضافة إلى المشاكل مما أدى إلى تغني الشاعر به و إنتاج الأشعارفي مختلف مواضيع الحياة و نتج عنه أنواع مختلفة من الأشعار منها الوصف و الهجاءوقد اهتم الشاعر بالتعبير عن الحياة الاجتماعية الرغدة المتمثلة في مدح الحكام والأجداد كالفخر و الاعتزاز بهم وقد أظهر كذلك مظاهر البؤس و الشقاء المتمثلة فيالطبقة المحرومة و أخرج أشعارا تناول فيها مختلفة مواضيع الحياة السياسية للعربالجاهلية كما أنشد على الحياة فوضع أحكام تدل تجربته الطويلة في الحياة .
المطلب الثاني : مفهوم الموت في الشعر الجاهلي
لقد أعطى الشاعر العربي لهذه القضية حيزا واسعا في شعره و ذلك باستنباطأسرار و تحديد معالم و مكونات هذا المفهوم راسما بذلك صورا متنوعة تتم عن تجربةثاقبة و رؤية عميقة تدل على تفكير الشاعر القديم المستمر حول قضية العدم و الموتالتي أرهقت عقله و عكرت صفو حياته مقتنعا بحتمية أن كل إنسان لا بد أن يشرب من كأسالموت و لا مرد لحكم القضاء و كان يعلم أنه من لم تصبه اليوم أصابته غدا متيقنا بإصابتهاللكبير و الصغير على حدّ سواء و في ذلك يقول أمية بن أبي الصلة :«من لم يمت غيظت يمت هرما للموت كأس و المرء ذائقها». [6]
- يعني بكلامه أن الموت يترصد الناس جميعا لا تخطئ صغيرها و لا تنسى كبيرهاغنيّهم و فقيرهم
- و يرى طرفة بن العبد أن الجبان من يخاف من منيته و في ذلك يقول :
« نعمرك أنّ الموت ما أخطأ الفتى لكا لطول المرضى و ثنيّاها باليد »
و كان الشاعر كبقية أفراد القبيلة لا يهاب الموت و لا يولي لها اهتماما حيثكان يخوض المعارك و كان على دراية تامة أن الموت إن لم تصبه في معركة أصابته فيمكان آخر ، وحين يموت أحد أفراد القبيلة المقربين من الشاعر يقوم الشاعر بإنشادأبيات متأثرا فيها بفقدان هذا الشخص و تسمى هذه الأبيات بالرثاء وكان بعض شعراءالجاهلية يروا أن الموت كالرامي الماهر لا تخطئ سهامه و هذا ما عبر عنه لبيد بنربيعة في قوله :
« صادفن منها غرة فأصبتها إنالمنايا لا تطين سهامها »
وكان يوجد رأي آخر على طرف نقيض لهذا الرأي و الذي يرى أن الموت خبط عشوائيو مصادفة و في هذا يقول زهير بن أبي سلمى :
« رأيت المنايا خبط عشواء منتصبه تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم »
- كما أن الشاعر الجاهلي رمز إلى الموت بالعديد من الأشياء كالناقة و الدهر، النية ، القبر ، النزع ، الوجع ، الأرق ، و الخوف
- كما عبر الشاعر الجاهلي عن الموت في الوقفة الطلالية حيث أكثر البكاء ،فالوقوف على الطلل عليه يعتبر في ذاته نوعا من انعدام الحياة و نهايتها حيث يصبحالمكان بعد فراق من يحب مكانا لا معنى له في وجوده وفي ذلك يقول امرؤ القيس :
« قفا نبكي على ذكرى حبيب و منزلي يسقط اللواء بين الدخول فحومل »
- وكان إحساس الشاعر بالموت مليئا بالحسرة و المرارة و الألم و قد عبر عنهفي قصائده
المطلب الثالث : الخوف بين الموت و الحياة :
نجد في النقد الأسطوري عند الدكتور مصطفى ناصف في قراءة ثانية لشعرناالقديم للدكتور جميل حمداوي أن الدارس من قصيدة النابغة الذبياني التي يستفتحها الشاعربقوله:
يادار ميــة بالعلياءفالســـند أقوت، وطال عليها سالف الأبــــد
تعبر معلقات النابغة الذبياني عن الإحساس بالتفرد والوحشةوالاغتراب الذاتي والمكاني. وهذا يوصلنا إلى أن الشاعر الجاهلي كان يعبر عنالإحساس بالشر والخوف. ويبدو” المجتمع عقبة في سبيل الوحشة الضرورية التي تؤدي إلىتنبيه الذات لكل ما لها من قدرات. وقد وجد الشاعر كل صوت سواه وحشة وعدما، وشعر منأجل ذلك بأنه في أعلى درجات الوعي والإحساس بمشقة الوجود.
فالمجتمع إذاً خرب إلا أنيكون صوت الشاعر، يسائله ويحييه. وإذا سكت الشاعر بدا المجتمع كله فاقد المعنى.الشاعر يعطي الربع قدرة على النطق من ثنايا السياق. حقا إن ا لشاعر كالذي يلتمسأحيانا صوتا سواه”.
إن الشعر يفصح عن مخاوفالجماعة العربية وقلقها وتخوفها من مصيرها المحتوم. ومن هنا ذهب أرسطو قديما إلىأن الشعر أكثر فلسفة من التاريخ.
وعليه ، فإن النابغة” يقول ضمنا إن حياة المجتمع العربي معرضة للشر، وهي الآنأشبه ما تكون بالأواري الذابلة والنؤي الذي لا يمنع السيل، والسجفين اللذين فقدامالهما من شأن. هذه هي الوظائف المعطلة إن أعجبك هذا التعبير- ومن ثم فإن السيلالغامض خليق بأن يأتي على الحياة. لقد تتبعنا فيما مضى أحلام النبوءات الغامضة أوغير الغامضة ، ولكن من المهم قبل أن نختم هذه الصحف أن نشير إلى الجانب الثاني منالصورة فالآمال والرؤى الطيبة لا تعيش وحدها، وهناك دائما جدل وصراع بين بواعث التقدموبواعث التقهقر. ولا يمكن أن تبحث شئون الثقافة بمعزل عن حركة الأضداد.”([7])
وهكذا يتبين لنا أن الدكتور مصطفى ناصف تعامل مع الشعر الجاهلي من زاويةأسطورية ونفسية ، إذ نظر إلى مجموعة من مكونات الشعر الجاهلي كرموز ومتعالياتجماعية مشتركة مترسبة في ذاكرة الإنسان العربي تؤرخ لمجتمعه وحضارته ، وتعبر عنماضيه وحاضره ومستقبله بكل أتراحه وأفراحه. المتمثلة في نظرة الجاهلي لموت من سبقهو حياته الحالية و ما فيها من صراعات و حروب وما قد يتعرض له في حياته كل ذلك يُعد من مخاوفهبالإضافة إلى الخوف الأكبر و هو الموت القادم لا محالة
المطلب الرابع : مدى تأثير الموت في الشعر الجاهلي
إن الشعر الجاهلي قد جاء كله شعرا غنائيا متضمنا العديد من الأنواع التينذكر منها فن الغزل و الفخر و المدح و الرثاء وهذا الأخير قد اثر في الشعر الجاهليتأثيرا محسوسا حيث كان الشاعر إذا قتل احد من قبيلته أو مات و يكون بصلة وطيدة معالشاعر فان الشاعر يتأثر بمفارقته و يقوم بنظم قصيدة يبرز فيها مدى تأثره بالمفقودو يبين فيها أخلاق وصفات المفقود و العلاقة التي كانت تربطه به و يظهر مدى حزنه وأساه على فقدانه.
ولقد كثرت هذه القصائد في الشعر الجاهلي فها هنا نرى كثرت الحروب والأمراضو المجاعات التي أدت إلى انتشار الموت بصورة واسعة في المجتمع الجاهلي ومن بين هذهالقصائد قصائد الخنساء المتعددة التي ترثي فيها أخويها صخر و معاوية بالإضافة إلىقصائد المهلهل التي يرثي فيها أخاه كليب و هذه الأمثلة من باب التمثيل لا من بابالحصر و قد زاد هذا الفن من غزارة الشعر الجاهلي الذي قد وصل إلينا من ألفاظ وتراكيب معبرة عن كيفية التعبير الجميل و الحساس ووضحت لنا هذه القصائد عواطفالشاعر الصادقة. ([8] )
المبحث الثالث : نموذج تطبيقي
لظاهرتي الحياة و الموت
في النصالشعري الجاهلي
المطلب الأول : نموذج تطبيقي للحياة
المطلب الثاني : نموذج تطبيقي للموت
المبحث الثالث : نماذج تطبيقية
المطلب الأول : نموذج تطبيقيللحياة
من شعر الحكمة
« لزهير بن أبي سلمى»
ســـــئمت تكــــليف الحياة ومن يعـــش ثمانـين حـولا ــ لا أبا لك ــ يسأم
و أعــــــــلم ما فــي اليوم و الأمس قبله و لكـنــني عن عـلم ما في غد عم
رأيت المنـــايا خَــبْط عشواء من تصب تمــتــه ومن تــخطئ يعمر فيهرم
و من لا يـــــــصـانع فــــي أمور كثيرة يُضـرّس بـأنـــياب ، و يطأ بمنسم
ومن يجعل المـعروف من دون عرضه يَــفِـــره و من لا يـــتق الشتميُشتم
ومن يك ذا فـــــضل فــيــبـخل بفــضله على قــــومه يُـــستغنعنه و يذمم
ومن يــــــوف لا ذمـم ، ومن يـهد قـلبه إلى مطـــمـئـن الـبِــرّ لايتــجمجم
ومن هـــــاب أســـبــاب المــنايـا يـنــله وإن يرقأسبــــاب الســـماء بسُلــّم
ومن يــــــجعل المعروف في غير أهله يكــــنحــمـده ذمّـا عـلـيه و يـنــدم
ومن يعـــص أطــــراف الــزِّجــاج فإنه يطـــيعالعــــوالي ركــبت كل لهْذم
ومن لا يذُد عن حـــــوضه بــســــلاحه يُهــدّم، ومـن لا يَــظـلم الناس يُظلم
ومن يغترب يـــــحـــسب عدُوا صديقه ومن لا يُــكــرّم نفـــســـه لا يُــكـرَّم
ومهما تكن عـــنــد امرئ من خـــــليقة وإن خـــالـها تخفى على الناس تُعلو
و كائن ترى من صــــامـت لك مُعْجب زيـــــادته أو نقـــصه فـي الـــتكـلـم
لســــان الفــتى نــصف و نصف فؤاده فـلـم يـبـق إلا صــورة اللـحـم و الدم
وإنّ سِــــفـــاه الشـــيخ لا حِــلــم بعــده وإنالفتـــى بـعد السّــفـاهـة يــحــلم
سألـــنــا فأعــطــيـتم ، و عُـدْنـا فـعدتم ومن أكــثـر التـّسْــآلَ يـوما سـيحرم
تعريف بصاحب النص:
هو زهير بن أبي سلمى بن ربيعة بنرباح المزني ، من قبيلة مزينة من مضر ، كني أبوه بابنته ، فقيل له أبو سلمى ربيعة، كما قيل زهير بن أبي سلمى ، كان يقيم هو و قومه في بلاد غطفان وهو بيت كثرشعراؤه ، فأبوه شاعر و خال أبيه بشامة بنالغدير شاعر وأختاه سلمى و الخنساء شاعرتان وابناه كعب و بجير شاعران .وهو أحد القدمينعلى سائر الشعراء في العصر الجاهلي وهم : « امرؤ القيس ، زهير ، الأعشى ، النابغة الذبياني » و كلهم من أصحاب المعلقات ومات قبل بعثة النبي – صلى الله عليه وسلم –
المناسبة القصيدة :
من الحروب التي نشبت في الجاهلية حرب داحس و الغبراء بين قبيلتي عبس وذبيان و سبب هذه الحرب حيلة في سباق الأحصنة حيث دامت الحرب 40عاما إلى أن تقدمرجلان من الذبيان الحارث بن عوف ،و هرم بن سنان فأصلحا بين القبيلتين و تحملا دياتالقتلى ، فهزّ هذا الشاعر زهيرا و أنشأ معلقته التي يتغنى فيها بالسلام و يستفظعالحرب و يمدح السيدين ، ويختم معلقته بالأبيات التي بين أيدينا و التي تتضمن بعضالحكم الناتجة عن تجربته و خبرته في عصره وبيئته .([9])
شرح لغوي :
سئمت : مللت – تكاليف: مشاق – لا أبا لك : عبارة تفيد الذم بفقد الأب ويرادبها التنبيه و الإعلام – عم : جاهل – العشواء : التي لا تبصر الليل فتضرب بيدهاعلى غير هدى ، أي أن الموت يصيب الإنسان غير ترتيب في الكبر أو الصغر – يصانع :يجامل – يضرس : يعض بالضرس – منسم : طرف خف البعير – العرض : كل مايسبب المدح أوالذم للإنسان من دون عرضه : وقاية له – يفره : يكثر حفظه – يوف : يف بعهده – لايتجمجم : لا يتردد
دراسة أدبية :
هذا النص جزء من معلقة زهير التي بلغت اثنين وستون بيتا . و الأبياتالمختارة تضمنت مجموعة من الحكم الواضحة التي لا غموض فيها و لا إبهام . فزهير رجلحكيم طال عمره و تعلم الحياة فعرف خيرها و شرها خرج من ذلك بنتائج أكدت له : أنالإنسان مهما طال به الزمن فإن عمه لا يصل إلى المستقبل ، وأن الموت قد يختطفالناس صغارا أو كبار أو يتركهم يعمرون إلى حين ، أن مدارات الناس تقي من شرهم ،وأن من يجعل إحسانه و معروفه لدرء الذم عنه صان عرضه ، ومن بخل بمعروفه عرض نفسهللذم ، ومن كان ذا مال ولم يفد به أحدا استغنى الناس عنه ، ومن خاف أسباب الموتنالته و لم يفده خوفه فعليه الإقبال على الحياة ومن رفض السلام و الصلح ذللته ولينته الحرب إلى غير ذلك مما تضمنته الأبيات من حكم تدل على رجاحة العقل و صدقالتجربة
أما العاطفة فهي نبيلة صادقة يسوق حكمه في هدوء الواثق المجرب الذي يقولرأيه عن اقتناع و يبين لنا أوجه البيئة الجاهلية مثل «خبط العشواء » و العشواء هيالناقة التي لا تبصر ليلا و تضرب بيدها على غير هدى وكذلك قوله «و يوطأ بمنسم »مستمد من البعير ، و قوله « ومن لا يذد عن حوضه بسلاحه » فيه صورة من حياة العربفي البادية ، وهي عنايتهم بموارد المياه و الحرص عليها ، و ربما كانت بعض حكم زهيرغير مناسبة لحياتنا الحاضرة ومن مثل قوله « ومن لا يظلم الناس يظلم » فإن ظاهر ذلكالحث على الظلم و البدء بالاعتداء ولعله في هذا البيت يردد ما كان يسود الحياة العصبيةفي عصره من تسلح بالقوة درءا لعدوان المعتدين .[10]
المطلب الثاني : نموذج تطبيقي للموت :
من شعراء الرثاء
«للخنساء»
يؤرقنـــي الــتذكر حين أمسي فأصــبـح قــد بُليت بفرط نُكس
على صـخر و أيّ فتى كصخر لـــيـــوم كـريهة و طعان خَلس؟
فـلم أر مــثلــــه رُزْءا لِـــجـنّ ولــم أر مـــثـــلــه رزءا لإنـس
أشدّ على صــروف الدهر أيدا وأفضل في الخطوب بغير لَبْس
و ضيْفٍ طـارق أو مستـــجير يـــُروِّعقــلـــبـــه مـِن كل بؤس
يذكرني طلوع الشمس صخرا و أذكـــره لـــكـل غتــرو شـمس
فلولا كثرة الـــــباكــين حــولي عـــلــى إخـــوانـــهـم لقتلتنفسي
و لـــكــن لا أزال أرى عـجولا ونـــائــــحـــةتــنـوح لـيوم نحس
هـــمـا كــلــتـاهـما تـبكي أخاها عــــشـــية رزْئِـــه أو غِــبَّ أمـس
و مـــا يــبكـينَ مثل أخي و لكن أعــــــزيالــنفــس عـنه بالتأسي
فـــلا و الله لا أنــــســـاك حـتى أفــــارق مُــــهجتي و يُشَقَّ رَمَسِي
فـــقــد وَدّعـتُ يوم فراق صخر أبـــى حـســـان لـذَّ اتــي و أنْســِي
فــيــا لـهـفي عليه و لهف أمي أيصبح في التـــــراب وفـيه يمسي؟
تعريف صاحب النص:
هي تماضر بنت عمرو الشريدة السليمة ، أشعر النساء و أرثاهن ، وقومها بنوسليم ، من أشهر قبائل مضر جاهلية و إسلاما ، وأبوها و أخوها معاوية و صخر منسادتهم ، وهكذا نشأت في بيت مجد و سيادة في الجاهلية ، وكانت في صباها تقولالمقطوعات من الشعر ، فلما قتل أخوها معاوية و صخر رثتهما بالقصائد ، و حزنتعليهما حزنا شديدا حتى نبغت في الرثاء ، وضرب لها المثل في الحزن و البكاء
و لما جاء الإسلام ، حضرت مع وفد قومها إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وأسلمت ، وكان ذلك في العام الثامن للهجرة عند فتح مكة ، و شهدت الخنساء حربالقادسية مع أبنائها الأربعة : «عبد الله ، ويزيد ، و معاوية ، وحرب » فأوصتهم عندخروجهم إلى القتال بوصية بليغة ، وقتلوا جميعا ، فلم تحزن عليهم حزنها – فيالجاهلية – على أخيها صخر ، و قالت : الحمد لله الذي شرفني بقتلهم ، و أرجوا منربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته . و لقد عمرت الخنساء طويلا ، و توفيت زمنمعاوية بالبادية سنة 46 هـ .
مناسبة القصيدة :
لقد كانت الخنساء تعز أخاها صخرا و تجله لبره بها ، وبعد غارة موفقة قامبها على قبيلة بني أسد طعن في أثناء عودته ، فاعتل و مات وقد حزنت شديدا ، و بكتهبكاء حار . وفي هذا النص تسكب الخنساء دموعها و زفرات قلبها المكتوم ، مشيدةبمناقب أيها و فضائله .
شرح لغوي :
يؤرقني : يبعد النوم عن عيني – النكس : معاودة المرض صاحبه بعد شفائه - يومكريهة : يوم حرب و قتال – طعان خلس : الطعن في إحكام و سرعة – رزء : مصيبة – صروفالدهر : أحداثه – أيدا : قوة – خطوب : نوائب - بغير لبس: بغير خفاء و لا شبهة – طارق : نازل ليلا – يروع : يفزع – جرس :صوت – عجولا : ثكلى فقدت وحيدها – نائحة : باكية بجزع – نحس: شقاء – رزئه : فقده –غب : بعد – أعزى : أسلى – التأسي محاولة الصبر – مهجتي :روحي - الرمس : القبر – فيا لهفي : فيا لشدة حزني[11]
الدراسة الأدبية :
الخنساء شاعرة الرثاء , و قد اعترف النقاد لها بالتقدم في الجاهلية والإسلام ، كما شهد لها بذلك كل من النابغة , و جرير , و بشار فقدموها على جميعالنساء ، وبعض فحول الرجال , و الفكرة في هذا النص واحدة , تدور حول لوعة الخنساء وحزنهاعلى أخيها صخر ، ثم تعدد مناقبه و مكارمه , و تؤكد أنها ستظل تذكره حتى آخر عمرها, و الأفكار على هذا النحو مرتبة مترابطة .
أما العاطفة , وهي الحالة النفسية للشاعرة ، فهي ملتهبة , حزينة أعظم مايكون الحزن . و لقد قيل : إن الخنساء ظلت تبكي حتى عميت , و لذا نلمح من خلالشعرها روح المرأة التي تطغى عاطفتها ، و تلتهب مشاعرها ، كما ندرك بعض مظاهرالحياة العربية في العصر الجاهلي , فقد كانت غارات يقتل فيها الرجال , و تتحسرعليهن النساء . كذلك ألقت الأبيات الضوء على أبرز الشخصية العصبية من شجاعة و ثباتفي مواقف البطولة , و إكرام للضيف , و تلبية لنداء المستجير .[12]
خــــــاتــمــــة
- لكل مسالة حل ولكل نهاية حلولكل بحث نتيجة قد تكون موفقة وقد لا تكون يجني بها الباحث ثمرة جهده و عناء مشقةالبحث و أهم ما يمكن أن نشير إليه في هذا المقال هو التأثير الايجابي لثنائيةالحياة و الموت في إثراء الشعر لجاهلي من ألفاظ و تراكيب أبدع بها الشاعر في إنشاءقصيدته.
و إن هذا البحث يمثل الصورة الحقيقية و لو بقليل عن اعتقادات الجاهلي ونظرته إلى الوجود.
وأخيرا نتمنى من الله أن يكون قد وفقنا في إلقاء هذا البحث و نرجو أن يكونقد أفاد الجميع ولو بالقليل المختصر حول موضوع الحياة و الموت.
و الحمد لله رب العالمين.
المصـــــــادرو المراجـــــــع:
1 - القرآنالكريم
2 - لبابالنقول في أسباب النزول لجلال الدين عبدالرحمان بن أبي بكر السيوطي دار الكتاب العربي بيروت لبنان ط1 2003
3 - تيسير الكريم الرحمان في تفسير كلام المنان للشيخعبد الرحمان بن ناصر السعدي و آخرون دار اليمن الجزائر ط1 سنة 2003 د ج ص744
4 - المشوق في الأدب والنصوص و المطالعة الموجهة لمحمد خيط و آخرون
5 - العقد الفريد لأبي عمر أحمد بنعبد ربه الأندلسي دار الكتاب العربي بيروت لبنان دط ، ت
6 - المطالعة الموزعة و النصوص لمحمد خيط دار الطباعة بيروت دت . دق .
9 - شرح ديوان الخنساء عبد السلامالحوفي دار الكتب العلمية بيروت لبنان 1980
8 -الانترنيت الموقع www.doroob.com
الفـهــــــــــرس
العنوان الصفحة
-مقدمة........................................................................................01
- المبحث الأول: الحياة و الموت عند الإنسان الجاهلي ...............................03
- المطلب الأول : تعريف الحياة والموت ................................................04
- المطلب الثاني : نظرة الجاهلي للوجود ................................................05
- المطلب الثالث : نظرة الجاهلي للحياة و الموت ..................................... 05
- المبحث الثاني : الحياة و الموت في الشعرالجاهلي ................................ 07
- المطلب الأول : مفهوم الحياة في الشعر الجاهلي.................................... 08
- المطلب الثاني : مفهوم الموت في الشعر الجاهلي................................... 08
- المطلب الثالث : الخوف بين الحياة و الموت .........................................09
- المطلب الرابع : مدى تأثير الحياة والموتفي الشعر الجاهلي .................... 10
- المبحث الثالث :نموذج تطبيقي لظاهرتي الحياةوالموت في النص الشعري
الجاهلي ...............................................................11
- المطلب الأول : نموذج تطبيقي للحياة .................................................12
- المطلب الثاني : نموذج تطبيقي للموت................................................ 14
- خاتمة........................................................................................16
- المراجع والمصادر.........................................................................17
- الفهرس.......................................................................................18
1- أنظرالمشوق في الأدب والنصوص و المطالعة الموجهة لمحمد خيط و آخرون ص 42
2- نفس المرجع السابق
1- أنظرالمشوق في الأدب والنصوص و المطالعة الموجهة لمحمد خيط و آخرون ص 42
2- حال العرب حسن معنية مؤسسة عز الدين للطباعة و النشربيروت د ط ت ص17
1- لباب النقول في أسبابالنزول لجلال الدين عبد الرحمان بن أبيبكر السيوطي دار الكتاب العربي بيروت لبنان ط1 2003 ص210
2- تيسير الكريم الرحمان في تفسير كلام المنان للشيخ عبدالرحمان بن ناصر السعدي و آخرون دار اليمن الجزائر ط1 سنة 2003 د ج ص744
1- العقد الفريد لأبي عمر أحمد بن عبد ربهالأندلسي دار الكتاب العربي بيروت لبنان دط ، ت ص 228
1- الانترنيت الموقع www.doroob.com
1- شرح ديوان الخنساء عبد السلام الحوفي دار الكتب العلميةبيروت لبنان 1980ص8 و ما بعدها
1-انظر المطالعة الموزعة و النصوص لمحمد خيط دار الطباعة بيروت دت . دق . ص29-30
1– نفس المرجع السابق ص 30-31
1– نفس المرجع السابق ص 49 - 50
2–نفس المرجع السابق ص 30-